مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/21/2021 01:05:00 ص

دورثي القادمة من عصر الفراعنة
دورثي القادمة من عصر الفراعنة
تصميم الصورة ريم أبو فخر

ختمنا مقالنا السابق عن قصة| دوروثي| إيدي أو أم سيتي عندما انتهى العمل في المشروع والذي كان عمل دوروثي فيه أمينة سر .

 و بسبب شغفها بعالم |الآثار| الغامض فقد قدمت العديد من المساعدت لهم. ، مما دعاهم إلى تقديم عرضين وظيفيين متناقضين تماماً في الأجر المادي 

الأول كان مقابل مادي كبير و مغري في القاهرة 

و الثاني كان في أبيدوس و لكن بمقابل مادي زهيد. 


وكمعرفتك الآن بدوروثي لا بد أنك لن تفاجئ عندما تعلم أنها بالطبع اختارت العرض الثاني ذو الأجر القليل و رفض العرض الأول إلى في القاهرة 

كيف لا و نحن نعرف شغفها و تعلقها بالمعبد و كل ما يخص أسلافها| الفراعنة|!


حال ما وصلت أم سيتي إلى أبيدوس

 إلى منزلها السابق و أمانها، حيث سرت في جسدها  قشعريرة السلام النفسي ممزوجة بالطمأنينة و كان شعور رائع شعرت به لأول مرة قي حياتها. 


و في الحال ذهبت أم سيتي إلى ذلك المعبد القديم في أبيدوس، و هنا الدهشة أنَّها كانت على علم ومعرفة كاملة بكل تفاصيل المعبد!؟

ليس هذا فحسب, تجهز الآن لهذه المفارقة الغريبة و التي ستدهشك أكثر فأكثر،

 فقد قام كبير المفتشين من إدارة الأثار آنذاك بطلب غريب من دوروثي،  وهو أن تقف بمكان معين في المعبد و الذي كان بجانب لوحات موجودة في ظلام حالكٍ و لم تكن قد كشفت بعد أمام أحد من قبل، و أن تصف ما يوجد! 

و لدهشة الحاضرين فقد استطاعت تحديد مكان كل لوحة، و تحديد رسوماتها كما هي بالضبط.


والغريب في الأمر أنها تحدثت و كأن اللوحة مكشوف أمامها و تنظر إليها بالفعل، مما شكل صدمة كبيرة لكل الحضور. 

سأنتقل الآن أعزائي إلى الحديقة الغامضة ،

 تلك الحديقة التي سألت عنها الطفلة دوروثي حول السبب وراء اختفائها من لوحة المعبد هل تذكرتموها؟ 

اذاً إليكم المفاجأة. 

أكدت دوروثي أن لذلك المعبد حديقة كبيرة، وأنها رأت الملك سيتي الأول، لأول مرة في ذلك المكان، و قامت أيضاً في تحديد مكان وجودها هناك رغم أن جميع الاكتشافات، والحفريات لم يكونوا قد توصلوا إلى أي نتيجة بعد. 


فما كان منهم إلا أن أجروا المزيد من الحفريات في الموقع الذي قالت عنه دوروثي لكي يتأكدوا من حقيقة وجود تلك الحديقة الغامضة إلى أن وصلوا إليها بالفعل!!

حقا إنَّ دوروثي كان لها الفضل الكبير في الكشف عن ألغاز و غموض أبيدوس بحسب ما أكده الكثير من| علماء الآثار |في مقالاتهم و كتاباتهم . 

و عندما وصلت دوروثي إلى سن التقاعد 1964،

رحلت إلى القاهرة على أمل إيجاد دوام جزئي لها هناك.

و لكن هل تعلم أنها لم تستطيع أن تكمل بقاءها هناك حتى ليوم واحد فدفعها شغفها و عادت إلى أبيدوس !! 

ثم حصلت بعد ذلك على استثناء من التقاعد و بقيت تتابع عملها مع علماء الأثار حيث قلبها و عقلها في أبيدوس. 


و لكن كما يقال إن للعمر حقه ففي عام 1969 أصدر قرار التقاعد النهائي،

 ولكن بالطبع فإنَّ طبيعة دوروثي  الشغوفة دفعها إلى تنظيم جولات سياحية مع عدداً من السواح و أخذت تحكي لهم تفاصيل المعبد الرائعة فيما يخص عن سكانه، و عن شكل الحياة السابقة فيه. 

علمت دوروثي باقتراب موعد رحلتها الأخيرة 

 وتماشياً مع عادة المصريين القدماء كانت أم سيتي أخذت تجهز نفسها لرحلة لموت بغية السفر، ولقاء الألهة.

لذا قامت دوروثي ببناء قبرها الخاص و المنحوت على جدرانه باباً محفور عليه صلاة فرعونية خاصة بطقوس الموت عند الفراعنة لقد أعدت حقاً رحلتها الأخيرة على نهج أجدادها الفراعنة  

و بما أن دوروثي كانت معتنقة| الديانة الوثنية| فقد كانت دوروثي متأكدة تماماً أنَّه لن يسمح أن تدفن داخل مدافن المسلمين، أو حتى المسيحيين.

 لذا أعدت عدتها بشكل يجعلها تموت بسلام نفسي.

ها قد أتت ساعة الموت الحتمية و توفت أم سيتي في الواحد و العشرين من إبريل في عام 1981 م، بعد مسيرة محفوفة بالغموض فكما رأينا بدأت بها غريبة وانتهت بها أيضاً غريبة. 

و لكن يا لخيبة الأمل فإن السلطات المصرية لم تسمح أن يتم دفن أم سيتي ضمن مقبرتها و ذلك يعود لأسباب صحية، فهي لم تحنط بحسب القواعد و الأصول التي كان الفراعنة يحنطون بها موتاهم، و بذلك فمن المؤكد أنَّ الجثة سوف تتعفن  مع مرور الوقت، و من الممكن أيضاً أن تسبب في انتشار أمراض عديدة،

 و لذلك السبب فقد دفنت في نهاية الأمر ضمن قبر يقع خارج المقبرة القبطية، 

ولا يوجد أي دلالات على هذا القبر سوى مجموعة متراكمة من الحجارة.

و ها قد رحلت هذه الأيقونة المدهشة و رحل سرها معها إلى الأبد.


إلى هنا وصلنا إلى نهاية  قصة دوروثي إيدي

 أو أم سيتي كما كانت تحب أن تسمى.

تلك المرأة البريطانية الغامضة و المدهشة التي عاشت طوال حياتها و هي مؤمنة بأنها بالفعل كاهنة فرعونية قادمة من ذلك الزمن البعيد،

 ولا ننكر أنها قد قدمت إنجازات رائعة و عديدة في مجال الآثار الفرعونية، و هذا باعتراف أغلب علماء المصريين الذين عاصروها،

 و التي أثارت جدلاً غريباً وسط المحللين و الدراسين و |علماء النفس|، و الذين أكد بعضهم أنَّ ما ادَّعته دوروثي كان صحيحاً  أي حول كونها كاهنة فرعونية قديمة، 

و من أبرزهم هؤلاء العالم "هاني الزيني" الذي تعرف بشكل مباشر على دوروثي في أبيدوس ، وكان هو الشخص الوحيد الذي أسرَّت له دوروثي عن زيارات الملك سيتي لها في مناماتها و أيضاً قي الواقع..

فقد كان العالم هاني واحد من الشاهدين على تعرف دوروثي إلى لوحات جدار المعبد القديم، واكتشاف الحديقة المخفية أيضاً. 

ومن جهة أخرى العديد من الباحثين يرون أن حقيقة ما قد جرى لدوروثي ما هو إلا نتيجة لهوسها الاضطرابي بسبب السقطة التي قد تلقتها،

 و ربما يكون قد ازداد الأمر أختلاطاً عليها بسبب معاصرتها لانتشار أدب المصريين القديم، و|قصص الفراعنة| الغامضة. 

و ذلك يفسر كيف أصبح لديها تصور كامل للحياة السابقة مما أدخلها في دوامة ضاعت فيها ما بين الحقيقة و الخيال.

إلا أنَّ كل هذا لم يفسر ما قد استطاعت دوروثي الوصول إليه من معرفة غموض و أسرار الحياة الفرعونية القديمة و كل تفاصيلها.


إذاً أصدقائي القراء 

هذه قصة الدوروثي إيدي أو كما أطلق عليها أم سيتي تلك المرأة التي وكما قالت تقمصتها كاهنة فرعونية منذ الزمن البعيد .

 إنها قصة كانت قد أثارت الجدل سابقاً و مازالت إلى الآن. 

فهل حقاً الخيال البشري  قادر على الوصول إلى هذا الدرجة من الدقة في وصف ألغاز مدفونة منذ القدم،؟

أم أنَّ هناك قوة غير قادر العقل البشري ععلى استيعابها.


ما زالت العديد من الأسئلة و الغموض تشكل جدلاً واسعاً بين علماء عصرنا الحديث.

فكلما تعمقنا أكثر وجدنا أن معظم ما نعلمه في عالم الألواح ما هو إلا مجر مجرد قطرة و أما محيط من| الغموض| 


أعزائي شاركونا الرأي، و لاتنسوا أن مشاركة المقال مع أصدقائكم على أوسع نطاق. 

⌛ بقلمي حسن فروخ

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.